|
|
|
التسلية لمحة عامة
بقلم نير شاليف
|
|||||||||
|
بالمقارنة بما يحدث في صناعة الطعام، الملابس، و تشريح الحيوانات الحية لأغراض علمية، هناك عدد قليل نسبيا من الحيوانات قد تم استغلالها بغرض التسلية و الترفيه، فهناك بالفعل العديد من الحيوانات حول العالم مازالت تعاني، و عادة تموت، من أجل البهجة و الترفيه، و بعض هذه الحيوانات مثل الثيران التي تدفع للموت في مصارعات الثيران الأسبانية، بعد التعرض للعذاب المعروف، لكن هناك أيضا ما يظهر كمنتزهات "بريئة" مثل حدائق الحيوان التي تشترك بقدر كبير في استغلال و سوء استخدام الحيوان.
يمكن تقسيم استغلال الحيوان في صناعة التسلية إلى مراتب مختلفة، فبعض الأقسام تستخدم في المقام الأول الحياة البرية، هذا في حالة حدائق الحيوان، العديد من عروض السيرك، و عروض الدلافين، و هناك أقسام أخرى مثل مصارعة الثيران، سباق الخيل، و مباريات رعاة البقر - تستغل فقط الحيوانات المستأنسة، و يمكن تجزئة نوعية استخدام الحيوان بحسب طبيعتها أو بحسب الهدف المزعوم من استخدامها، على سبيل المثال، تدعي حدائق الحيوان و ملاهي الأحياء المائية أن لها قيمة تعليمية، بينما يتم سوء استخدام الحيوان في مباريات رعاة البقر و مصارعة الثيران من أجل الترفيه.
و بعيدا عن سوء الاستخدام و التعذيب المعتاد، مثل الحيوانات البرية داخل
السيرك، و إيذاء الحيوان الجسماني الذي يحدث في السباقات و المصارعة، فهناك
مشاكل غير ملفتة للنظر بالنسبة لمعاملة الحيوان في صناعة التسلية، و نادرا ما
تتوفر الظروف الكاملة الملائمة لحياة الحيوان البري داخل أماكن التسلية، فعلى
سبيل المثال، في حالة السيرك، حيث يؤدي السفر بشكل يومي إلى عدم توفر ظروف
الإقامة المناسبة، لكن حتى في الحدائق الحديثة، تحبس الحيوانات المفترسة و
الحيوانات الأخرى التي تتجول لمسافات طويلة في الطبيعة في مساحات صغيرة نسبيا،
و الأكثر من ذلك، هناك العديد من الحدائق التي تعتمد بقدر كبير على الدعم من
الحياة البرية مما يساهم في تدهور الحياة البرية، و بينما يجادل مؤسسي حدائق
الحيوان أن مشاهدة الحياة البرية له وجه تعليمي هام، فالأطفال الذين يشاهدون
الحيوانات خلف القضبان أو في الأقفاص، أو محصورين في مساحات قليلة نسبيا في ما
يسمى "برحلات السفاري"، هم في الواقع يتعلمون القليل، إن تعلموا أي شيء على
الإطلاق، عن السلوك الطبيعي و النظام الإيكولوجي للفصائل في الطبيعة، في أفضل
الأحوال، هم يشاهدون سلوك مصطنع يمكن فقط أن يعطي صورة باهتة عن قدرات الفصائل
في البرية.
في إسرائيل، هناك تجديد بواسطة المحكمة العليا، قد أزال بشكل كبير إساءة الاستخدام للحياة البرية في العروض المختلفة و السيرك، في 1997، لقد منعت المحكمة مصارعة الإنسان مع التمساح في المنتجع الترفيهي في هامات جادر (أنظر قانون حماية الحيوان) في تفسير القضاة لقانون سنة 1994 ، قالوا أن أي نشاط بشري يسيء للحيوان يعتبر قسوة و اعتداء و سوء استخدام للحيوان، إلا إذا كان هذا النشاط يخدم قيمة اجتماعية جيدة، في حالة العروض مثل مصارعة الإنسان مع التمساح، لم تجد المحكمة أي قيمة اجتماعية تبرر هذه العروض، و حكمت بأن المصارعة تضمن الاعتداء و إساءة استخدام الحيوان مما يعاقب عليه القانون.
فأثناء حكم المحكمة العليا في أمر مصارعة الإنسان و التمساح، كان لحكمها اثر أوسع و كبير، كانت السلطات الإسرائيلية سريعة في التقاط الرسالة المتضمنة من المحكمة، و سريعا ما منعت أنواع أخرى من العروض التي تستخدم الحياة البرية، ففي عام 2000 قررت سلطة الطبيعة و المنتزهات، و السلطة الإسرائيلية للتجارة الدولية للفصائل المهددة، قررت منع استخدام الحيوانات البرية في السيرك، و منذ هذا الوقت، لم تسمح إسرائيل بعروض السيرك التي تستخدم الحياة البرية (التي تظهر بحرية حتى في البلاد التي لها تاريخ طويل من الرفق و حماية الحيوان، مثل المملكة المتحدة) من الدخول أو الظهور في إسرائيل.
لكن برغم هذا تظل الحيوانات تعاني في إسرائيل في صناعة التسلية، و برغم أحكام المحكمة العليا، فهناك آلاف الحيوانات البرية محفوظة في حدائق الحيوان الإسرائيلية، و في ما يسمى (pinot hai) هي تشبه حدائق الحيوان الصغيرة في كيبوتزم و القري الصغيرة) حيث لا تتوفر الظروف الملائمة لإقامة هذه الحيوانات، و تظهر بعض الحيوانات سلوكا غير طبيعي متكرر، و أعراض أخرى للإجهاد.
تم الكشف عن حالات عديدة في تجارة الحيوانات البرية في السنين الأخيرة، على سبيل المثال، إستورد منتزه القرود في بن شيمن، القرود السنجابية البرية من جنوب أمريكا، و هذا المنتزه هو على علاقة و ثيقة بمزرعة تربية القرود BFC monkey breeding farm - ، ( أنظر مقال دور إسرائيل في استيراد، تربية وتصدير الرئيسات رتبة من الثدييات تشمل القرد والإنسان [غير متاحة باللغة العربية حاليا]). برغم حقيقة أن هذا المنتزه مشترك في تجارة القرود البرية، إلا أن سلطة الطبيعة و المنتزهات اعتمدت بصفة رسمية جزء منه على أنه "قسم خاص" للرئيسيات.
كما أن الحيوانات مازالت تعاني داخل العروض الترفيهية، فبينما لا يمكن للسيرك الموجود في إسرائيل أن يلائم الحيوانات البرية، فمازال يمكنهم استخدام الحيوانات المستأنسة، و يمنحهم مسئول رعاية و حماية الحيوان في هيئة الخدمات البيطرية الحق في هذا العمل، في 2003، جاء السيرك الأوروبي لإسرائيل و كان ذلك بترخيص من المسئول لعروض القطط، الكلاب و الخيل، و كان فقط بعد بداية ظهور السيرك، بدأ المسئول أن يدرك من شكاوي مطالبي حقوق الحيوان، أن هذه العروض تشمل قفز القطط خلال الأطواق المشتعلة، و حتى برغم منع هذا العمل بالتحديد، سجل المشاهدين أن السيرك مازال يقدم هذا العرض، و بالإضافة إلى ذلك وافقت هيئة الخدمات البيطرية على تسكين الحيوانات في ظروف لا تصلح و لا تتقابل مع إرشادات الهيئة نفسها.
بالإضافة إلى أن عروض رعاة البقر و سباق الخيل أصبحت ذات شعبية كبيرة في إسرائيل، و الحكومة تفكر حتى في تقنيين و تشريع المراهنة على سباق الخيل.
|
|||||||||
|
|
|||||||||