|
|
|
التجارب على الحيوانات لمحة عامة
نير شاليف
|
|||||||||
|
يستعمل ما يقارب 500,000 حيوان في المختبرات الإسرائيلية كل عام. و تعاني معظم هذه الحيوانات، إن لم تكن جميهها تعاني، من ألم وشقاء لا يستهان بهما. وفي الحقيقة، فإن مصطلحا "التجارب على الحيوانات" و "الرفق بالحيوان" هما مصطلحان متناقضان. حتى في الحالات التي تجرى فيها التجارب على الحيوانات في الطبيعة، فان ظروف إحتجاز هذه الحيوانات تؤدي إلى الضغط والمعاناة.
يعتقد معارضو التجارب من الناحية الأخلاقية الأخلاقيون أن قدرة احتمال الحيوانات للألم والمعاناة توجب الإنسان أن يمتنع عن إيذاءها عمداً، لذلك فان إجراء التجارب على الحيوانات هو عمل لا أخلاقي يجب إيقافه حالا، باستثناء البحوث الطبية على الحيوانات التي تستهدف، أولا، مساعدة الحيوانات الخاضعة لها.
يشدد معارضو إجراء التجارب على الحيوانات من الناحية العلمية على العيوب الموجودة في عدة أشكال من هذه التجارب، خصوصا تلك المستخدمة في إنتاج الأدوية الخاصة بالبشر. بما أن للحيوانات أجهزة بيولوجية معقدة، تضم أجهزة ثانوية مختلفة التي تتفاعل معا، فان الاختلافات الفيزيولوجية الصغيرة بين الأنواع المختلفة من الحيوانات تؤدي حتماً إلى اختلافات واضحة والى ردود فعل مختلفة للأدوية، و أنواع العلاج وظهور الأوبئة. وهكذا، على سبيل المثال ، فان السبب لاستخدام الكائنات لكميات مختلفة من الأنزيم اللازم لتحويل الجلوكوز إلى فيتامين ج , (C – ascorbic acid) يكمن في حقيقة أن فيتامين ج ضروريا للإنسان، القردة، والخنازير الهندية، ولكن ليس لباقي الثدييات، فتلك تستطيع تركيبه في جسمها.
ليست الاختلافات البيولوجية الأساسية العامل الوحيد للتقليل من قدر التجارب على الحيوانات. لكن أيضا الطرق التي يتم بها إجراء التجارب، بالإضافة إلى الضغط الذي تسببه طبيعة المختبرات، حيث يؤدي ذلك إلى نتائج مصطنعة وغير قابلة للتفسير. على سبيل المثال، يرتكز الباحثون على الحقيقة القائلة بأن القوارض تكون أقل حساسية للمواد المسببة للسرطان، باستعمالهم جرعات كبيرة جداً منها صممت بهدف تشخيص قدرة هذه المواد للتسبب في حدوث السرطان، تؤدي هذه الجرعات الكبيرة لعدم قدرة جسم الحيوان على مواجهتها مما يؤدي إلى ظهور ردود أفعال جديدة نتيجة للجرعات الكبيرة، أو إنتاج مواد أكثر سمية داخل الجسم تؤدي لإخفاء أعراض السرطان، مما يؤدي لكثير من النتائج الإيجابية الكاذبة، عن طريق الإشارة إلى مواد تسبب المرض كما لو كانت لا تسبب ذلك، لذلك فلا يمكن تفسير نتائج تجارب فحص المواد المسببة للسرطان على القوارض، والتي تجرى على ملايين الفئران والجرذان كل سنة، فكم بالحري تقديرها وتطبيقها على جسم الإنسان؟
هناك الكثير من المعاهد البحثية التي لا تستخدم الحيوانات. و تعتبر الأبحاث الطبية الغير مؤذية أو التي تجرى على البشر، دون إيذائهم، هي افضل طريقة لدراسة الأمراض وتاريخها، بالإضافة الى البحث عن مسبباتها والطرق الممكنة لمعالجتها، و التي تجرى على الخلايا والأنسجة خارج الجسم و التي تشكل أداة ناجعة لبحث الظواهر الفيزيولوجية والتشريحية في الجزيئات، بالإضافة إلى قدرتها على إظهار مفعول الأدوية المرشحة، السامة منها والمفيدة، و تكمن إيجابية التكنولوجيا الحديثة في ظهور أنظمة تصوير متقدمة، كـ PET و الرنين المغنطيسي MRI، التي تفتح المجال للباحثين لدراسة المخ الإنساني خلال عمله، دون إيذاء المرضى أو المتطوعين. تشكل برامج الكمبيوتر، وغيرها من الأدوات المتطورة، بدائل للاستعمال التقليدي للحيوانات في مجال التعليم، سواءً في المدارس أو في الجامعات.
ما زال الباحثون يتشبثون بقوة باستعمال الحيوانات لأهداف تجريبية، على الرغم من المشاكل العلمية والأخلاقية المرتبطة بإجراء التجارب على الحيوانات، وبالرغم من توفر طرق للبحث دون استعمال الحيوانات. نجحت المؤسسة البيولوجية الطبية في إسرائيل بقهر كل محاولة لإحلال تصحيح ذي معنى، وبذلك نجحت بحماية مصالحها المادية والأكاديمية.
تشكل التجارب التي تجرى على الحيوانات (يستعمل اليوم مصطلح "التشريح لأغراض علمية" بشكل عام ويعني أي تجربة تجرى على الحيوانات، سواء شملت التشريح أم لم تشمله) و هو أكثر المواضيع جدلاً فيما يخص الحيوانات. للأسف، عادة ما يتم نقاش هذا الموضوع المعقد بطريقة مبسطة تعتمد على القول المبتذل "إما كلبك أو طفلك". فلا تكشف هذه الحجج العاطفية – التي يستعملها نفس الباحثون الذين يدعون اتباع المنطق فقط – إلى فهم حقيقة التجارب على الحيوانات، أو حتى إلى نقاش عام ومثقف عن موضوع تشريح هذه الحيوانات لأغراض علمية.
صمم هذا القسم ليساعدك على توضيح أي شك أو تساؤل قد يوجد لديكم عن البحث العلمي بموضوع الحيوانات. و بغض النظر عن موافقتكم أو عدمها على وجهات النظر التي عبرنا عنها هنا، من المهم أن تفهموا ماذا يعني إجراء التجارب على الحيوانات، وما الذي يجعل المؤسسة البيولوجية-الطبية – في إسرائيل كما في غيرها من الدول- متلهفةً إلى هذا الحد لحماية مستقبل هذه الممارسة.
|
|||||||||
|
|
|||||||||